في هل المدينة الي لابسة غلالة سوداء من الحرايق و النار و الهم الطابق على صدر الناس , لسه عم يصير أشياء حلوة , لسى ممكن تجتمع مع ناس بتحبهن و بيحبوك أو تضحك من جوى قلبك أو تقابل صديق بالصدفة أو تتعلم أشياء جديدة , لسى الناس عم تحب و تعشق و تتجوز و تتصاحب و تولد . من زمان كانت تدايقني الزحمة , هلا كل ما مشيت بالشارع و كان في زحمة عم حب أكتر , كل ما كان زحمة معناها لسى هل المدينة بينعاش فيها و فيها ناس مؤمنة فيها , مؤمنة بالارض الي ما بتتعوض و الحياة الي ما مكن تنبنى غير على هل التراب , جامعنا مع بعض شي كبير و كل واحد ماشي بالشارع عم حس انو في شي كتير كبير بيني و بينه , أكتر منه انو ابن بلدي و مدينتي , حاسسته أخي و من لحمي و دمي , في اشيا أد ما الانسان حكى عليها و بيفكر حالو انو بيعرفها , ما ممكن يدركها غير لما يمر هو بنفسه فيها , لهيك ما كنت بعرف أديه بحب حلب و أهل حلب إلا لما انجرحت حلب و طلع كل العاطل و المنيح الي بقلبها .


بجمعة ستاتية صغيرة من الجمعات الي لسى قدرانيين نعملها , منتلاقى فيها مع البقيان و الي لسى ما هج , وصل الحكي على الاكل كالعادة , و اجت سيرة عجة الشوكي , و الي كانت عم تحكي خالة خلود أزرق , رفيقة خالتي , حكت عن الوصفة الحلبية القديمة , و اديه طيبة و سهلة , قمت انا متل الحلويين لما رجعت على البيت كان عندي كم شوكية , بشرتهن و تبلتهن و جهزتهن على طريقتها , عن جد مو معقول شو طيبين و سهلين و لا تنقي البقدونس و لا تفرميه , و أول ما طلعوا من النار كانوا مقرمشين من برة , , ما بتحسي حالك عم تاكلي عجة , و الشعب عندي شي فكرها اقراص لحمة , شي فكرها عجة كماية , كتير كتير الوصفة طيبة و مستاهلة تجربيها .

تسلم دياتك خالة خلود


بالصحة و الهنا